«صراخ البطون الجائعة».. أطفال غزة النازحون لرفح

«صراخ البطون الجائعة».. أطفال غزة النازحون لرفح
(اخر تعديل 2023-12-07 22:07:54 )
بواسطة

كشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عن أوضاع مأسوية يعيشها أهالي قطاع غزة النازحين، في ظل العدوان الغاشم والمستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، هي المنطقة الوحيدة في القطاع الفلسطيني بأكمله التي تلقت مساعدات محدودة خلال الأيام الأربعة الماضية.

وأضاف في بيان صادر عنه، اليوم الخميس، يلجأ نازحون في غزة يحتمون بفناء مدرسة في رفح إلى حلول يائسة، مثل تخفيف حليب الأطفال المجفف في كمية كبيرة من الماء، أو إطعام الأطفال وجبة واحدة يوميًا، بسبب عدم توافر ما يكفي من الطعام.

لكن لم يتوفر الطعام الكافي للجميع بعد، وقال الآباء إن أطفالهم يمرضون ويفقدون وزنهم.

يجلس زكريا ريحان على حصيرة أمام خيمة عائلته في مخيم مؤقت للنازحين، وهو يحمل طفله الصغير "يزن"، وزجاجة رضاعة تحتوي على كمية صغيرة من السائل.

وقال ريحان: "هذا في الأساس ماء مع ملعقة من اللبن المجفف، ربما أقل من ملعقة، أي شيء تكون رائحته مثل الحليب فقط، كي أتمكن من خداعه، ليعتقد أنه حليب حتى يمكنه تناوله، لكنه ليس صحيًا، ولا يمنحه أي تغذية".

وأضاف ريحان أن جميع العائلات في المخيم تكافح يوميًا من أجل العثور على الطعام ووسيلة لطهيه.

ومضى قائلًا إنه أكل بقوليات نيئة من علبة جاءت ضمن شحنة مساعدات بسبب عدم وجود وقود لإشعال النار.

وأوضح: "نعم، تأتي مساعدات لكنها ليست كافية على الإطلاق، لا تكفي جميع الأسر، يمكنك الحصول على علبة بقوليات أو علبة لحم لعشرة أشخاص، حتى إذا تناولها شخص واحد فقط، لن تشعره بالشبع".

ومثّل نقص الغذاء مشكلة طيلة الحرب المستمرة منذ شهرين بين إسرائيل وحركة حماس، لكن المشكلة تفاقمت منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعًا في الأول من ديسمبر الجاري، بسبب تراجع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل من مصر، وعرقلة القتال العنيف لتوزيعها بما في ذلك في جنوب غزة.


وجبة واحدة يوميًا


وفي خيمة أخرى بالمخيم المقام بمدرسة في رفح، كان ثلاثة أطفال يأكلون الأرز من وعاء واحد، وقالت والدتهم، يسرا الديب، إنهم لن يتناولوا شيئًا آخر بقية اليوم.

وأضافت وقد بدا عليها الغضب والإرهاق: "الأطفال ينامون جائعين ويستيقظون جائعين. أعددت لهم وجبة وهي الوجبة الوحيدة التي يتناولونها في اليوم، ولا يأكلون بقية اليوم".

وتابعت: "في المنزل، كنت أطعمهم وجبة مغذية، ولم يمرضوا قط، لكن هنا، هم دائمًا مرضى، وكل يوم يصابون ببرد في معدتهم".

وفي جانب آخر من المخيم، قطع ناجي شلح بعض الطماطم والفلفل الأخضر، وكان يستعد لطهيهما في مقلاة صغيرة.

وقال أيضًا إن هذه ستكون الوجبة الوحيدة لأطفاله خلال اليوم.

وأضاف ناجي: "إذا تمكنت من العثور على خبز لأطفالي، فسيكون أشبه بالحصول على رطل من الذهب"، قائلًا إنهم يعانون من الجفاف بسبب نقص الطعام والماء، وإن أحد أبنائه فقد الكثير من وزنه.

وتابع: "وإذا حصلت على الخبز، فلا أستطيع إعطاء طفلي سوى نصف رغيف، لأنه إذا تناول الرغيف كله، لن يأكل في اليوم التالي".

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 62 إلى 17177 شهيدا، والإصابات إلى 46 ألفا، وسط أوضاع إنسانية كارثية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان اليوم، إن 350 شهيدا، و1900 إصابة وصلت إلى مستشفيات غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، والأعداد مرشحة للارتفاع نتيجة وجود صعوبات في إحصاء أعداد الشهداء والجرحى، جراء استمرار القصف وقطع الاتصالات وتعمد الاحتلال قصف سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني.

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا