نشأة سيدنا الإمام الحسن رضي الله عنه

نشأة سيدنا الإمام الحسن رضي الله عنه
(اخر تعديل 2023-08-24 10:13:04 )
بواسطة

نستعرض خلال السطور المقبلة أبرز المعلومات حول الإمام الحسن والذي ولد فى 15 رمضان عام 3 ه و625 م وهو الحسن بن على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم، حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكان الرسول يحب الحسن والحسين حبا شديدا؛ فقد روى فى حديث أخرجه الشيخان عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه، وهو يقول: اللهم إنى أحبه فأحبه.


حياة سيدنا الحسن


هو الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء العالمين، وهو أكبر أولادها فهو أكبر من الحسين رضي الله عنه بسنة كنيته أبو محمد، وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، وأحد سيدي شباب أهل الجنة.


ولد في المدينة المنورة في شهر رمضان سنة (3ه) على أصح الروايات، وسماه أبوه (حرب) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسمه إلى الحسن، وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة.

نشأ سيدنا الحسن رضي الله عنه في بيت النبوة متعلقا بجده رسول الله، وكان أشبه خلق الله به عليه السلام، وخاصة في وجهه ونصف جسمه الأعلى، وكان رسول الله عليه السلام يحبه حبا شديدا ويلاعبه ويداعبه، ويترك له ظهره الشريف ليرتقيه إذا كان ساجدا ويطيل السجود من أجله، وربما أصعده معه على المنبر، وكان يقول عنه: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) وكان يدعو له ويقول: (اللهم أحبه فإني أحبه).


وقد جاء في فضله وفضل أخيه سيدنا الحسين أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضنى، ورآه رسول الله صلى اله عليه وسلم مرة يضع تمرة من تمر الصدقة في فمه، فنزعها وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وفيه وفي بقية أهله نزلت الآية الكريمة: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} [الأحزاب: 33 ].

ومن فضائل سيدنا الحسن في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما‏‏، وروى أنه قال عن الحسن‏:‏ ‏‏إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وروي أنه مر بالحسن والحسين وهما يلعبان فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال‏:‏ ‏‏نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما.

مات رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن غلام دون الثامنة، ثم توفيت والدته السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة شهور من وفاة الرسول عليه السلام، فكان لهذين الحدثين أثر كبير في تكوين شخصيته، إذ كان بعد ذلك أكثر التصاقا بوالده.

وقد شهد سيدنا الحسن رضي الله عنه خلافة أبي بكر وعمر وعثمان قبل خلافة أبيه وأدرك كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدب بآدابهم وشهد عددا من الأحداث الكبيرة أولها الفتنة التي ثارت على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان على بابه يدافع عنه حتى تخضب وجهه بالدماء، وشهد مبايعة والده الإمام علي بالخلافة، وما تبعها من الأحداث مثل موقعة الجمل وموقعة صفين، وكان الحسن غير راض عنها.


كان سيدنا الحسن رضي الله عنه تقيا ورعا وشجاعا صبورا، أدى به ورعه وفضله إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، وكان رضي الله عنه يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه إلى سرته، وكان عاقلا حكيما، محبا للخير فصيحا، من أحسن الناس منطقا وبديهة، كما كان جوادا ممدوحا، قاسم الله ماله ثلاث مرات، أي تصدق بنصف ماله، وخرج من ماله كله مرتين، وكان يكثر زيارة بيت الله العتيق، ويروى أنه حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن الأبل لتقاد معه، وكان يقول إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، له ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وأخيه الحسين رضي الله عنهما، وروى عنه خلق كثير، وقد علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعاء القنوات: (اللهم اهدني فيمن هديت… إلى آخر الدعاء).


عاش سيدنا الحسن بقية حياته في المدينة المنورة التي ولد فيها وأحبها، وتوفي رحمه الله سنة 49 هجرية وفي رواية سنة 50 هجرية، وله من العمر 47 سنة ويقال 53 سنة ويروى أنه مات مسموما، ذكر السيوطي والأصفهاني أن الحسن توفي بالمدينة مسموما، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ولما كان الحسن يحتضر جهد أخوه سيدنا الحسين أن يخبره بمن سقاه السم فلم يخبره وقال: الله أشد نقمة إن كان الذي أظن، وإلا فلا يقتل بي بريء.

انضموا لقناة الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا